تحذيرات صحية من تسبب السلاحف بعدوى السالمونيلا

يُصاب بها سنوياً أكثر من1.4 مليون شخص في الولايات المتحدة
اقتناء السلاحف قد يتسبب في الاصابة ببكتريا السالمونيلا
الرياض: «الشرق الأوسط»
غريب
حال الإنسان في تعريض نفسه أو تعريض أفراد أسرته لعدوى الأمراض دونما سبب
منطقي معقول، سوى ذاك الشغف بتقليد الغير في ممارسات اجتماعية خاطئة، أو
مجاراة الأطفال في طيش هوايات تربية الحيوانات من دون استشارة الأطباء أو
الأطباء البيطريين في مدى أمان ذلك.

ولع البعض بتربية السلاحف
الصغيرة أحد الأمثلة الحية لهذا، إذْ في مجتمع كالولايات المتحدة، تنبه
الأطباء والسلطات منذ سبعينات القرن الماضي، للأضرار الصحية الناجمة عن
تعلق الأطفال بالسلاحف. وتم بالفعل إصدار القوانين من إدارة الغذاء والدواء
الأميركية وطبقتها السلطات، ليُصبح منذ عام 1975 من غير القانوني بيع
السلاحف الصغيرة، التي يبلغ طولها أقل من أربع بوصات. ومع هذا، أعلنت وكالة
إدارة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في السادس من هذا الشهر،
أي بعد 32 سنة من سريان تطبيق قانون المنع، أن الأطفال الأميركيين لا
يزالون يُصابون بحالات عدوى بكتيريا السالمونيلا Salmonella، بسبب انتقالها
إليهم جراء اقتنائهم السلاحف الصغيرة. والمعلوم أن الإصابة بعدوى
السالمونيلا قد تهدد حياة المُصاب، فعلى سبيل المثال ذكرت الإدارة في
تقريرها أن طفلاً، يبلغ ثلاثة أسابيع من العمر، قضى نحبه في فبراير (شباط)
الماضي بولاية فلوريدا جراء التقاطه بكتيريا سالمونيلا من سلحفاة جلبها أحد
أصدقاء العائلة كهدية لهم من أحد أسواق الحراج flea market.

* مرض
شديد وعلق الدكتور مارك سوتر، الباحث في الوكالة المتقدمة الذكر والمشارك
في وضع التقرير، بالقول إن السالمونيلا قد تتسبب بحالات مرضية شديدة عند
عدوى الأطفال، وأن منع بيع السلاحف هو في الواقع أفضل وسيلة لمنع إصابة
الأطفال بهذا الميكروب. لكنه لاحظ أنه بالرغم من قانون حظر البيع، إلا أنه
لا يزال من الممكن الحصول على السلاحف الصغيرة، التي طولها أقل من 4 بوصات،
من الأسواق أو غيرها. ولا يزال الأطفال يلعبون بها كأنها احدى الألعاب
الصغيرة!. كما لا يزال كثير من الاباء والأمهات لا يُدركون مخاطر ذلك على
أطفالهم. وأضاف بالرغم من أن العدد السنوي للإصابات بالسالمونيلا والناجمة
عن التعرض المباشر للسلاحف، أي ليس لأسباب أخرى، انخفض في الولايات المتحدة
بمقدار 100 ألف حالة، نتيجة لتطبيق منع بيعها، إلا أن إصابات السالمونيلا
سُجلت من قِبل السلطات الصحية بسبب السلاحف في 13 ولاية، خلال العام
الماضي.

ووفق تقارير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية، فإن عدوى
سالمونيلا لا تزال احدى المشكلات الصحية بالولايات المتحدة. ويُصاب سنوياً
أكثر من 1.4 مليون شخص بها سنوياً. ويدخل المستشفيات منهم حوالي 14 ألف
شخص، ويتوفى منهم أكثر من 400 شخص. وقال التقرير الحديث إن الزواحف
والبرمائيات تتسبب بحوالي 6% من مجمل حالات السالمونيلا السنوية، وتحديداً
بحوالي 11% من إصابات سالمونيلا هم دون سن 21 سنة من العمر. وبعبارة أخرى،
تتسبب هذه الحيوانات بحوالي 85 ألف حالة سنوياً في الولايات المتحدة وحدها،
ناهيك عن بقية أرجاء الأرض.

وقالت الوكالة إن غالبية السلاحف تحمل
في جسمها بكتيريا السالمونيلا الخطرة، وان الإنسان عرضة للعدوى بالبكتيريا
تلك عند تعرضه لفضلاتها الملوثة، كذلك المياه التي تسبح السلاحف فيها،
ملوثة هي الأخرى بالبكتيريا. وشددت الوكالة في تحذير، صريح بأن على عموم
الناس التعامل بحذر مع كل أنواع السلاحف وبأي حجم كانت، واعتبارها تحمل
البكتيريا.

وتشير المصادر الطبية إلى أن تحديد حظر البيع على
السلاحف التي لا يتجاوز طولها 4 بوصات (البوصة نحو 2.5 سم)، إنما كان لأنها
الأخطر. ليس بسبب حملها وحدها لبكتيريا السالمونيلا من دون السلاحف الأكبر
حجماً، بل بسبب أن السلاحف الصغيرة يسهل على الأطفال الصغار جداً حملها
واللعب بها وربما وضعها على أفواههم، ما يرفع جداً من احتمالات إصابتهم
بالبكتيريا تلك. وإلا فكل السلاحف، في أي عمر كانت وبأي حجم، فمن المحتمل
جداً أن تحمل بكتيريا السالمونيلا.

وقال الدكتور سوتر: الزواحف
والبرمائيات يجب إبقاؤها خارج المنزل وبعيداً عن الأطفال، خصوصاً مَن هم
دون سن الخامسة من العمر. وعلى كل إنسان يتعامل مع الزواحف والبرمائيات
ويلمسها بيديه، أن يعمل بعد ذلك على غسل يديه جيداً أو غير ذلك من وسائل
تطهير اليدين.

وعلق الدكتور بسكال جيمس، رئيس قسم الطب الوقائي وصحة
المجتمع في المركز الطبي لجامعة ولاية نيويورك في مدينة نيويورك، ان
السالمونيلا والسلاحف مشكلة قديمة ومتواصلة. والأطفال من عادتهم وضع
أصابعهم في أفواههم، ما يُسهل انتقال بكتيريا السالمونيلا حال تلوث الأصابع
بها. هذا بالإضافة إلى تسبب السلاحف بتلويث المياه التي تعيش فيها، ما
يُعرض الأطفال أيضاً لالتقاط البكتيريا حال اللعب بها.

وأضاف كلاماً
غاية في الوضوح وموجهاً للآباء والأمهات بالدرجة الأولى، بقوله: إن
السلاحف ليست هي الحيوانات الأليفة التي يجدر بالأطفال اقتناؤها. وأضاف
متسائلاً: مَن من الآباء أو الأمهات يضمن أن أطفاله الصغار يُدرك ضرورة غسل
اليدين، ويفعل ذلك، كلما لامس السلاحف أو لامس أجزاء مكان تربيتها
ومعيشتها في المنزل!.

شكرااا ع المعلومات القيمة