سَلَام مِن الْلَّه يَغْشَاكُم
سَكِيْنَة وَرِفْعَة تُحَف ارُوَحُكُم الْطَاهِرِه
احْبَابِي الْكِرَام
الْيَوْم اتَيْتُكُم احَدِّثُكُم عَن مِفْتَاح الْقُلُوْب
الْابْتِسَامَه
أجَمَل وَارْوَع لُغَه نُتْقِنْهَا لِلْوُصُول الَي شَتَّى الْقُلُوْب,
وَالِي جَمِيْع الْشُّعُوْب لَاتَحْتَاج الَي تُرْجُمَان فَهِي الْوَحِيدَه بَلامُنازِع
مِفْتَاح الْقُلُوْب
إِنَّهَا عُنْوَان التَّفَاؤُل ،
وَالْأَمَل ، بَل هِي عَلَّامَة الْرِّضَى,
وَالْقَنَاعَة ، وَالاطْمِئْنَان
مَا أَصْدِق مَن قَال :
( ابْتِسَامَة الْمَرْء شُعَاع مِن أَشِعَّة الشَّمْس)
بِهَا يُشْرِق الْنُّوْر وَيَتَسَلَّل الَي اعْمَاق الْظَّلام
وَتَبْتَهِج اسَارِيّر الْوُجُوْه ووَتَتَهَلّل
لَقَد وَقَفَت عَلَى شَرْح بُلُوْغ الْمَرَام (الْجُزْء الْثَّامِن)
مِّن مَا قَال رَسُوْل الْلَّه -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَعَلَى آَلِه وَسَلَّم-:
« لَا تَحْقِرَن مِن الْمَعْرُوْف شَيْئا وَلَو أَن تُلْق أَخَاك بِوَجْه طَلْق »
مَعْنَى رَائِع يُرْتَقَي بِنَا, وَيُعَلِّمَنَا مَعْنَى الْابْتِسَامَه الْحَقِيقِي
,وَقَف مَعِي عِنْد قَوْلُه عَلَيْه أَفَضَل الْصَّلاة وَالْسَّلام
تَبَسْمك فِي وَجْه أَخِيْك لَك صَدَقَة.
إِن أَجْمَل شَيْء فِي الْوُجُوْد هِي الْإِبْتِسَامَة
الَّتِي تَشُق طَرِيقِهَا وَسْط انْهَار الْدُّمُوْع حَقّا انَهَا
مِفْتَاح الْقُلُوْب وَتَذْلِيل الْصِّعَاب ,
وَهِي اعْظَم وَأَجْمَل رِسَالَه
تُدْخِل الَي الْقَلْب
كَأَن ابْتِسَامَتِهَا وَالرَّبِيْع *** شَقـيْقَان لــوَلَا ذَبـوَل الْزَّهَر
أَآذَار يَنْثُر تِلْك الْوُرُوُد *** عَلَى ثَغْرِهَا ؟ أَم شُعَاع الْقَمَر
فَفِي ثَغْرِهَا افْتَر كُل الْزَّمَان *** وَمَا عُمَر آَذَار إِلَّا شَهْر
وَبِالرُّوَح فَدَّيْت تِلْك الْشِّفَاه *** وَإِن أَذْكَرْتَنِي بِكَأْس الْقَدْر
تِلْك هِي الْابْتِسَامَه تُجْبِرِنُا عَلَى تَقَلَدَهَاكَمَاكَان يَفْعَل
حبِيبَنا عَلَيْه أَفَضَل الْصَّلاة وَالْسَّلام و اقْتِدَاء بِه
: مَا كَان ضَحِك رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم إِلَّا تَبَسُّمُا.
فَهَل طَبَقْنَاهَذَافِى وَاقَعْ حيِاتِنا !
حُرُوْف و مَقَامَات قَد تَطُوْل بِنَا إِلَى وَصَف
مَعْنَى الْابْتِسَامَه
لَكِن هِي بِلَاشَك ارْقَى وَاسْمَى مَماجَمِعَت مِن مِدَاد فِكْرِي
اخَتِم لَكُم بِاجْمَل مَاقِيْل فِيْهَا
جُوْدِي عَلَي بِبَسْمَة وَخُذِي دَمِي ** حَسْبِي مِن الَلـذَات أَن تـتَبَسُّمِي
فَلَقَد سَئِمْت مِن الْحَيَاة وَلَم أَزَل ** غَض الْشَبَاب فَكَيْف بُؤْس الْمُهْرَم ِ
أَيـامـنـا أُضَحـت تَوَائِم يَا تـُرى ** َمـن ذَا يـمـيـز تَوْأَمـا عَن تـوَأُم
حَتَّى ابْتَسَمْت وَإِن لَحْظَة بَسْمَة ٍ ** مِن فِيْك أَنْسَتـنِي دَهـوَر تَأْلـُّمـي
إِذ شَع مِن خَلْف الِّلِّثَام ضِيَاءَهَا ** كَالْشَّمْس مِن خَلْف الْغَمَام الْمُعْتِم ِ
عُمْرِي مَضَى كمُنْقّب فِي مَنْجَم ٍ ** قـد كـاد يَيْأَس مِن بـلَوِغ ِالمـغـنَم ِ
فـإِذَا بـه يَنْسَى شَقـاء حَيـاتـه ِ ** لَمـا بـدا لَمَعَان مـاس ِالـمِنـجـم ِ
فَتَبَسَّمَي لِأُشَيِّد لِي عُمْرَا عَلَى ** أَنـقـاض ِعُـمـر ٍسالـف ٍ مـتُهَدِّم ِ
وَتَبَسَّمي لِأَنـيـن ِجُـرَح ٍغـائـر ٍ ** لـيُصـيَر نـغـمـة َ بـلـبـل ٍ مـتَرَنـِّم ِ
وَتَبَسَّمي لِلْرُّوح إِذ عَطِشَت فَكَم ** أَجْرَى ابْتِسَامـك ِأنهُـرّا مِن زَمْزَم ِ
وَتَبْسـمَي عِنْد الَشـتَاء لِتُشْعِلِي ** فِي الْقَلْب دَفـأ ً كَالَّلـَّهيب الْمُضْرَم ِ
وَتَبَسَّمي وَالْصَّيْف يُحْبَس قَطْرَه ُ ** لِيُهِل غَيْث ٌ رُغـم أَنْف ِالـمَوْسِم ِ
وَتَبَسَّمي وَسَط َالنهار ِلينجلي ** بِدُر الْدُّجَى وَنَرَى بَرِيْق الْأَنــجـم ِ
وَتَبَسَّمي عِنْد الْمَسَاء لِتـرَتـمَي ** شَمْس ُالنهار ِعلى الْمَسَاء ِالمظلم ِ
وَتُبـسُمِّي وَتـبِسْمِي وَتـبِسْمِي ** تَسـر ِالقصائدُ مِن لِسَان ِالأبـكـم ِ
أَوَّلـم تُرِي أَن ابْتـسَامـك ثَرْوَة ٌ ** فَهُبِّي زَكـاتـك ِ لِلـفـؤَاد ِ الْمـعـدَم ِ
فَلَئـن أَبِيـت ِ فَمَا حَيـاتِي دُوْنـهَا ** إِلَا مــذَاق مـن عـذَاب ِ جـهـنَم ِ
فَإِذَا رَأَيْت الْقَلْب فِي صَدْرِي غَدا ** كَالَمِيـت فـي تَابـوَتـه الْمـتِهـشِّم ِ
فَضَعِيْه فـي أَحْضَان ِ قَبْر ٍ بَائِس ٍ ** وَإِذَا مـرَّرَت عَلَى ثَرَاه تـرَحِمِي
أَدَام الْلَّه الابْتِسَامَة عَلَى شِفَاهِكُم
ومَتِّحكُم الْصِّحَّة وَالْعَافِيَة